جاري العمل
     
وصيتي لأولادي وأهلي وأقاربي -1-

 


 
بسم الله الرحمن الرحيم

أولادي: إني أوصيكم بتـقوى الله ولزوم أمره ومواصلة طاعته والعمل بشريعته والإقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم وعمارة قلوبكم بذكره وكثرة التسبيح والاستغفار والدأب بالصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم والاعتكاف الدائم على تلاوة القرآن الكريم مع الفهم وسعة الاضطلاع العميم والتخلق بأخلاقه والاعتصام بحبله والسعي الحثيث في دراسة السنة الشريفة والحديث والعمل بهما في جميع شؤون الحياة.

أحيوا القلب منكم بالموعظة وقوة اليقين، ونوّروه بالحكمة وذلّلوه بذكر الموت، وأيقظوه بالخشية، وحذّروه بالورع، وقوّموه بالمراقبة، ورغّبوه بالفضل والأجر، ورهّبوه بالخوف وموقف العسر، وأدّوا صلاتكم بأوقاتها، وصوموا شهركم بحدوده، وأدّوا زكاة أموالكم بشروطها، واتـقوا ربكم فيما بينكم ولا تـقطعوا أرحامكم، وأكرموا أيتامكم، وعليكم بالتواصل والتباذل وإياكم والتدابر والتـقاطع، واعلموا أنّ أفضل المؤمنين أوسعهم بذلاً من نفسه وأهله وماله، وتمسكوا بحبل الله القرآن، أحلّوا حلاله وحرّموا حرامه، واعملوا بأحكامه وتخلقوا بأخلاقه، وعظّموا اسم الله تعالى ولا تحلفوا به، أحبوا لغيركم ما تحبونه لأنفسكم  واكرهوا لهم ما تكرهونه لأنفسكم، ولا تـتخذوا عدو صديقكم صديقاً فتعادوا صديقكم، وامحضوا أخاكم النصيحة لأفعال حسنة كانت أو قبيحة، وتجرعوا الغيظ فلم أر جرعة أحلى ولا ألذ عاقبة منها، وليّـنوا لمن غاظكم فإنه يوشك أن يلين لكم، وإن أردتم قطيعة أخيكم فاستبقوا له من نفوسكم بقية يرجع إليها إن بدا له ذلك يوماً.

واحذروا صحبة من ضَعُفَ رأيُه وأُنكِرَ عليه عملُه، فإن الصاحب معتبر بالصاحب، واحذروا صحبة أهل الغفلة والجفاء وقلة الأعوان على طاعة الله، وأكثروا النظر إلى من هو دونكم ممن فضّلكم الله عليه فإن ذلك من أبواب الشكر.

يا بَني: من ظن بكم خيراً فصدّقوا ظنه ولا تضيعوا حق أخيكم اتّكالاً على ما بينكم وبينه، فإنه ليس لكم بأخ من أضعتم حقه، ولا تكن أهلكم أشقى الناس بكم، ولا تكونُنَّ على الإساءة أقوى منكم على الإحسان، وليس جزاء من سرك أن تسيء إليه.

يا بُني: أكرم إخوتك وأخواتك وأصهارك وأرحامك، فإنهم جناحك الذي به تطير، وأصلك الذي إليه تصير، ويدك التي بها تصول، ولسانك الذي به تـقول، فمن أكرم أخاه وصهره فهذا الذي أقرّ عيني وأدخل السرور على روحي وخاصة إكرام أخيكم الأكبر فهو أعلم منكم بالشرع وأدرى منكم بالوضع لملازمته لي ودوام مطالعته وعلمه.

وأخص خاصة إخوتكم البنات من أكرمهم فقد أكرمني في قبري ومن ضيعهم أو أهملهم أو تركهم فقد قطع حبل وصالي و أهان كرامتي وأضاع حرمتي وأساء برِّي، ومن وصلهم وبرّهم فقد وصل حبي وارتبط بقربي ونال في الآخرة مودتي.
وأوصيكم أن لا تزوّجوا بناتكم ولا أبناءكم إلا للمصلين، ولا تزوجوا أبناءكم من بعضكم فإنه أدوم لمودتكم.

يا ولدي: أوصيكم بوصايا إن أنتم حفظتموها وحافظتم عليها رجوت لكم السعادة في دينكم ودنياكم.

عشر خصال:

- اتّقوا الله بحفظ جوارحكم من المعاصي حياءً من الله وقياماً بأمر الله وعبوديته الحقة، فإنّ العبد لا يعصي مولاه وهو يعلم أنه يراه.
-
ولا تجزعوا من المصيبة مهما عظمت فإنها وجدت للأجر والثواب فلا تذهبوهما بجزعكم.
-
وأنصفوا الناس من نفوسكم بأداء حقوقهم ولا تـنتصفوا لنفوسكم إلا بالحق البين شرعاً.
-
وإياكم أن تعادوا مسلماً وإن عاداكم، فإن عصى الله فيكم فأطيعوا الله فيه.
-
واقنعوا من الله بما رزقكم من مال وجاه من طريق الحلال الطيب واجتـنبوا الحرام الخبيث.
-
ولا تستهينوا بمنن الناس ومعروفهم عليكم، فمن أسدى إليكم معروفاً كان له الفضل ووجب شكره.
-
وأحسنوا التدبير فيما في أيديكم بالنظر لعواقب الأمور، فالأحمق من رأى الحال ونسي المآل.
-
وأحَذِّرُكم من طاعة النفس فيما تهوى فإنها لا تميل للخير أبداً.
-
وابدؤوا الناس بالسلام وبشاشة الوجه وحسن الكلام والتواضع لهم ومساعدتهم وصدق الوعد معهم مع التحبب لأهل الخير ومداراة أهل الشر.
_ وإياكم أن ترضوا بجهلكم بل فتـشوا دائماً على مورد الإيمان والعلم وما ينفعكم في دينكم ودنياكم.

الصفحة 1       الصفحة 2